اختي الكبرى
استأنفت حديثها بعد ان ابتلعت ريقها "كانت منار خيرا قد اذعنت لتهديداتي وقررت انها لن تحضر بعد اليوم ولكني لم اكتفي بكلام منار لاني اعلم ان اميمة لن تستسلم وان منار مقدر لها ان تعمل معنا فاميمة لم تفشل ابدا باغراء اي فتاة طيلة فترة عملها. بعد ان اكملنا الدرس احضرت لها عصيرا على سبيل الوداع مع بعض الكعك واستغللت فرصة انشغال اميمة ببعض الاعمال خارج المنزل ووضعت لمنار السم.هذه لم تكن المرة الاولى التي اسممها فقد فعلتها مرة قبلها ولكني وضعت كمية قليلة جدا لم تكفي لقتلها. بعد ان شربت منار العصير بدات تحس باعراض سم الفئران الذي وضعته لها. كانت تتالم بشدة وتصرخ بجنون من شدة الالم يبدوا ان السم لم يكن بجودة عالية فلم يقتلها بالسرعة المطلوبة لذا كتمت انفاسها بيدي. لم يستغرق الامر طويلا فقد ماتت بين يدي لذا اخذتها الى الحديقة الخلفية ودفنتها في حفرة كنت اعددتها سابقا لها. لم تكن الحفرة كبيرة كفاية ولكني استطعت ان اتدبر امري ثم وضعت قفص الطيور الخاصة بعادل على الحفرة وانتهى الامر. لم يستطع البوليس ان يكتشف الحفرة بل انهم لم يبحثوا في الحديقة الخلفية ابدا. كان اختفاؤها صدمة لاميمة فاخبرتها انني من قتلها كي تعرف من هي الفتاة الافضل قبل ان تقرر استبدالي. لقد اثبت لها اني الافضل".
كانت سوسن تتكلم عن الامر كانه مسلسل او فلم قد شاهدته في التلفاز. كانت حريصة على ان تبتسم كلما تذكرت انها انتصرت على منار المسكينة. والان انا اعرف تماما ماحصل لمنار فقد قتلت وضاعت غدرا وقد حق عليها المثل القائل "اتق شر من احسنت اليه".
كنت اتمنى الاخذ بثأر اختي الكبرى ثم العودة الى المنزل القديم كي استخرج جثمان منار لادفنه بطريقة لائقة تليق بالفتاة المثالية التي كانت عليها ولكن الظروف لم تسمح لي. اخبرت والدتي بما عرفته من معلومات عن منار. لقد تاذت كثيرا وبكت حتى انهارت رغم انها في داخلها كانت قد توقعت هذه النهاية لمنار ولكن الالم الذي اصابها عندما تاكد لها ذلك جعلها لا تقو على الوقوف فابنتها الغالية قتلت بدم بارد ولم يكتشف احد اي شي بل ان الجميع اتهموها بالهرب من المنزل وشوهوا سمعتها لسنوات طويلة معرفتنا بماحصل غيرت كثيرا فينا ولكنها لم تغير الواقع البتة فماحصل حصل ولن نعود بالماضي كي نمنعه ولكن على الاقل احسسنا براحة ضمير ان منار لم تخن عائلتها بل قد تكون عائلتها هي من خانتها ابتداءا من امي التي دفعتها لفعل مالم تريد فعله كي ترضي غرورها وزرعتها في منزل غريب متصورة انها تقدم مساعدة لفتاة بحاجة اليها ولم تستمع الى شكوى ابنتها وتذمرها ابدا وانا التي هربت من كل شي وتركته خلفي لسنوات دون محاولة البحث بنفسي عن الامر حتى بعد ان كبرت ووالدي الذي فضل ان يصدق ان ابنته سيئة على ان يدافع عنها ومات حسرة بدل ان يموت وهو يبحث عن الحقيقة.
لقد تجلت لي حقيقة لا يمكن الهرب منها وهي ان الحياة تظلم اكثر عندما يكون الانسان مثاليا وتقسو فقط على الاخيار ومنار كانت من الاخيار فهي كالزهرة التي بدل ان تنمو لتنشر عطرها بين الناس اخذت الادغال مكانها وتركتها فوق تلة من التراب القذر يبست وزال عطرها وبهتت الوانها وبدل ان نبذل دموعنا على خسرانها وضعناها في ارشيف الذاكرة الذي امتلء غبارا.
من السهل ان اقول مافات مات وانا سابدا حياتي من جديد واضع الماضي خلفي عسى ان يكون المستقبل افضل ولكن هل حقا ساتمكن من ان اعيش حياة طبيعية بعد ان شهدت على ضياع اختي الكبرى؟
كانت سوسن تتكلم عن الامر كانه مسلسل او فلم قد شاهدته في التلفاز. كانت حريصة على ان تبتسم كلما تذكرت انها انتصرت على منار المسكينة. والان انا اعرف تماما ماحصل لمنار فقد قتلت وضاعت غدرا وقد حق عليها المثل القائل "اتق شر من احسنت اليه".
كنت اتمنى الاخذ بثأر اختي الكبرى ثم العودة الى المنزل القديم كي استخرج جثمان منار لادفنه بطريقة لائقة تليق بالفتاة المثالية التي كانت عليها ولكن الظروف لم تسمح لي. اخبرت والدتي بما عرفته من معلومات عن منار. لقد تاذت كثيرا وبكت حتى انهارت رغم انها في داخلها كانت قد توقعت هذه النهاية لمنار ولكن الالم الذي اصابها عندما تاكد لها ذلك جعلها لا تقو على الوقوف فابنتها الغالية قتلت بدم بارد ولم يكتشف احد اي شي بل ان الجميع اتهموها بالهرب من المنزل وشوهوا سمعتها لسنوات طويلة معرفتنا بماحصل غيرت كثيرا فينا ولكنها لم تغير الواقع البتة فماحصل حصل ولن نعود بالماضي كي نمنعه ولكن على الاقل احسسنا براحة ضمير ان منار لم تخن عائلتها بل قد تكون عائلتها هي من خانتها ابتداءا من امي التي دفعتها لفعل مالم تريد فعله كي ترضي غرورها وزرعتها في منزل غريب متصورة انها تقدم مساعدة لفتاة بحاجة اليها ولم تستمع الى شكوى ابنتها وتذمرها ابدا وانا التي هربت من كل شي وتركته خلفي لسنوات دون محاولة البحث بنفسي عن الامر حتى بعد ان كبرت ووالدي الذي فضل ان يصدق ان ابنته سيئة على ان يدافع عنها ومات حسرة بدل ان يموت وهو يبحث عن الحقيقة.
لقد تجلت لي حقيقة لا يمكن الهرب منها وهي ان الحياة تظلم اكثر عندما يكون الانسان مثاليا وتقسو فقط على الاخيار ومنار كانت من الاخيار فهي كالزهرة التي بدل ان تنمو لتنشر عطرها بين الناس اخذت الادغال مكانها وتركتها فوق تلة من التراب القذر يبست وزال عطرها وبهتت الوانها وبدل ان نبذل دموعنا على خسرانها وضعناها في ارشيف الذاكرة الذي امتلء غبارا.
من السهل ان اقول مافات مات وانا سابدا حياتي من جديد واضع الماضي خلفي عسى ان يكون المستقبل افضل ولكن هل حقا ساتمكن من ان اعيش حياة طبيعية بعد ان شهدت على ضياع اختي الكبرى؟
انتهى