‏إظهار الرسائل ذات التسميات روايات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات روايات. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 14 نوفمبر 2014

اختى الكبرى 25







اختي الكبرى 

استأنفت حديثها بعد ان ابتلعت ريقها "كانت منار خيرا قد اذعنت لتهديداتي وقررت انها لن تحضر بعد اليوم ولكني لم اكتفي بكلام منار لاني اعلم ان اميمة لن تستسلم وان منار مقدر لها ان تعمل معنا فاميمة لم تفشل ابدا باغراء اي فتاة طيلة فترة عملها. بعد ان اكملنا الدرس احضرت لها عصيرا على سبيل الوداع مع بعض الكعك واستغللت فرصة انشغال اميمة ببعض الاعمال خارج المنزل ووضعت لمنار السم.هذه لم تكن المرة الاولى التي اسممها فقد فعلتها مرة قبلها ولكني وضعت كمية قليلة جدا لم تكفي لقتلها. بعد ان شربت منار العصير بدات تحس باعراض سم الفئران الذي وضعته لها. كانت تتالم بشدة وتصرخ بجنون من شدة الالم يبدوا ان السم لم يكن بجودة عالية فلم يقتلها بالسرعة المطلوبة لذا كتمت انفاسها بيدي. لم يستغرق الامر طويلا فقد ماتت بين يدي لذا اخذتها الى الحديقة الخلفية ودفنتها في حفرة كنت اعددتها سابقا لها. لم تكن الحفرة كبيرة كفاية ولكني استطعت ان اتدبر امري ثم وضعت قفص الطيور الخاصة بعادل على الحفرة وانتهى الامر. لم يستطع البوليس ان يكتشف الحفرة بل انهم لم يبحثوا في الحديقة الخلفية ابدا. كان اختفاؤها صدمة لاميمة فاخبرتها انني من قتلها كي تعرف من هي الفتاة الافضل قبل ان تقرر استبدالي. لقد اثبت لها اني الافضل".
كانت سوسن تتكلم عن الامر كانه مسلسل او فلم قد شاهدته في التلفاز. كانت حريصة على ان تبتسم كلما تذكرت انها انتصرت على منار المسكينة. والان انا اعرف تماما ماحصل لمنار فقد قتلت وضاعت غدرا وقد حق عليها المثل القائل "اتق شر من احسنت اليه".
كنت اتمنى الاخذ بثأر اختي الكبرى ثم العودة الى المنزل القديم كي استخرج جثمان منار لادفنه بطريقة لائقة تليق بالفتاة المثالية التي كانت عليها ولكن الظروف لم تسمح لي. اخبرت والدتي بما عرفته من معلومات عن منار. لقد تاذت كثيرا وبكت حتى انهارت رغم انها في داخلها كانت قد توقعت هذه النهاية لمنار ولكن الالم الذي اصابها عندما تاكد لها ذلك جعلها لا تقو على الوقوف فابنتها الغالية قتلت بدم بارد ولم يكتشف احد اي شي بل ان الجميع اتهموها بالهرب من المنزل وشوهوا سمعتها لسنوات طويلة معرفتنا بماحصل غيرت كثيرا فينا ولكنها لم تغير الواقع البتة فماحصل حصل ولن نعود بالماضي كي نمنعه ولكن على الاقل احسسنا براحة ضمير ان منار لم تخن عائلتها بل قد تكون عائلتها هي من خانتها ابتداءا من امي التي دفعتها لفعل مالم تريد فعله كي ترضي غرورها وزرعتها في منزل غريب متصورة انها تقدم مساعدة لفتاة بحاجة اليها ولم تستمع الى شكوى ابنتها وتذمرها ابدا وانا التي هربت من كل شي وتركته خلفي لسنوات دون محاولة البحث بنفسي عن الامر حتى بعد ان كبرت ووالدي الذي فضل ان يصدق ان ابنته سيئة على ان يدافع عنها ومات حسرة بدل ان يموت وهو يبحث عن الحقيقة.
 لقد تجلت لي حقيقة لا يمكن الهرب منها وهي ان الحياة تظلم اكثر عندما يكون الانسان مثاليا وتقسو فقط على الاخيار ومنار كانت من الاخيار فهي كالزهرة التي بدل ان تنمو لتنشر عطرها بين الناس اخذت الادغال مكانها وتركتها فوق تلة من التراب القذر يبست وزال عطرها وبهتت الوانها وبدل ان نبذل دموعنا على خسرانها وضعناها في ارشيف الذاكرة الذي امتلء غبارا.
من السهل ان اقول مافات مات وانا سابدا حياتي من جديد واضع الماضي خلفي عسى ان يكون المستقبل افضل ولكن هل حقا ساتمكن من ان اعيش حياة طبيعية بعد ان شهدت على ضياع اختي الكبرى؟
 
انتهى

اختي الكبرى 24


اختي الكبرى
 
استمرت سوسن "في الحقيقة انا من قتلها لوحدي". سالتها وقد انهمرت دموعي على وجهي. "لماذا؟ وكيف؟ ماذا فعلت لك كي تعامليها بهذه القسوة؟ لطالما عاملتك بلطف وقد كانت تساعدك كي تجتهدي بدروسك؟ لماذا قتلتيها؟" .
اجابتني ببرود اعطاني فكرة عن مقدار قدرة هذه المراة على الخداع والتنكر بالف وجه "منار لم يكن لها ان تدخل بيتنا. نحن لم نرد اصدقاء ولم نرد اي علاقات بالجيران فقد كنا هناك بمهمة وكنا سنغادر بعد انتهائها وهذا مانفعله ولكن عائلتك لم تفهم ذلك بل ارادت اختك ان تتجسس علينا. لم ينفع معها محاولاتي لابعادها عن ذلك المنزل فقد كانت عنيدة وقد زاد عنادها حتى بعد ان اخبرتها بان اميمة تريد ان تجندها لتعمل مع العصابة عندما حضرت الى منزلكم لزيارتها رغم اني كنت اعلم ان اميمة لن تعدم الوسيلة وستجد طريقها لمنار" سالتها "وهل كانت اميمة حقا تريد تجنيدها لتعمل مع العصابة؟" قالت لي بحقد واضح "بالتاكيد فاميمة لم تكن تعرف الولاء وقد كانت تريد استبدالي بمنار. بعد كل مافعلته من اجلها كانت اميمة تفكر بالتخلص مني واستبدالي بمنار. منار الفتاة الذهبية و بالنسبة لاميمة كانت منار عملة رابحة فقد كانت ذكية وجميلة ومثالية فحاولت ان تغريها بعادل لذا طلبت مني ان اعطيها رسائل مزورة كي تجذبها الى المنزل وتغريها بالاستمرار بالقدوم الينا ان لم يكن بدافع الحب فسيكون بدافع الفضول وانتي تعلمين كم كانت منار فضولية" سالتها مستفسرة "اذا كانت اميمة تريد من منار ان تعمل لصالحها في العصابة؟ اكانت تريدها ان تحل محلك؟" اومأت بالايجاب ثم اكملت "لم تكن اميمة سعيدة عندما عرضت والدتك علينا ان تقوم منار بتدريسي لانها لم تكن تريد من اي احد غريب ان يدخل المنزل ولكن بعد ان شاهدت ما كانت منار تمثله اصبح حضور منار الى المنزل ضروريا فقد كانت اميمة تدرس شخصيتها كي تستطيع استدراجها كما فعلت معي ومع الكثيرات فهذا هو عملها.
 لقد تركت عائلتي عندما كنت في عمر الرابعة عشر لاني لم اكن راضية عن قوانين البيت وكنت احلم بالسفر والحرية وبفارس الاحلام الذي لطالما حلمت به. لقد اغرتني بكل هذا وحضتني على ترك المنزل والسفر معها وقد كان عادل هو جائزتي الموعودة فقد اعطتني منه رسائل يخبرني فيها بمقدار ولعه بي لذا تركت عائلتي والنتيجة انني اصبحت جزءا من عصابة عالمية لخطف الفتيات لاغراض مختلفة. كنت انا الوحيدة التي استطاعت ان تبقى مع اميمة تخدمها بدلا من بيعي خارج البلاد وقد كانت منار ستهدم كل شي لذا كان علي التخلص منها".
 
 
 

اختي الكبرى 23







اختي الكبرى 

سالت الشرطي الذي كان يستجوبنا بعد ان انهينا الاستجواب عن مختطفينا فاجابني بحذر شديد بانها عصابة خطيرة تمتد شبكتها في الشرق الاوسط واوروبا. تقوم هذه العصابة بايهام الفتيات بالاحلام الوردية واقناعهم بالتمرد على عوائلهم وتبليط الطريق امامهم كي يهربوا من منازلهم حالمين بزوج محب او عمل يدر ربحا كثيرا او غيرها من الاماني. يوجد لهذه العصابة مجاميع صغيرة في كل مكان ولكل من هذه المجاميع عقل مدبر واميمة هي العقل المدبر لهذه المجموعة الصغيرة.
يبدوا انه لا عادل ولا سوسن اولادها بل كانوا احد الذين اختطفتهم صغارا وربتهم كي يكونوا مساعدين اوفياء لها. واسمائهم ليست حقيقية بل هي اسماء اعطتها اياهم اميمة.
يبقى السؤال الذي حيرني "اين منار؟" هل من المعقول انها خدعت كما قال عادل وهربت ثم بيعت لمن يدفع اكثر او قد حصل لها شئ اخر. يبدوا اني لن اعرف الجواب حتى يتم القبض على اميمة او قد تكون سوسن زوجة عادل تعرف شيئا. كان يجب علي ان ازورها واسالها فقد اقتربت كثيرا من حل هذا اللغز الذي قظ مضجعي طوال هذه السنوات وحول حياتي وحياة عائلتي الى جحيم.
بعد ان تحسنت حالتي طلبت زيارة سوسن في السجن وقد حصلت عليها. كنت قلقة كثيرا من رؤيتها والحديث معها اكثر من قلقي عندما تحدثت مع عادل لا ادري السبب. لطالما اعتبرتها غبية وقليلة الفهم ولطالما قالت منار عنها انها تعيش في عالم اخر غير الذي نعيش فيه بسبب غباءها المفرط وتفكيرها المنصب على اتجاه واحد دون النظر الى باقي الاتجاهات. لم تكن امالي عالية بمعرفة اي شي منها فهي لم تكن شيئا يذكر في هذه العائلة او العصابة او اي كانت تسميتها بل كانت تابعة تنفذ اوامر اميمة وقد تكون تعرف بعض الحقائق اوقد تكون جاهلة بكل شي.
كانت جالسة على الكرسي منكسرة خائفة تعلوها نفس النظرة الغبية التي لطالما كانت على وجهها. سالتها بدون مقدمات فلم اكن مهتمة بها بتاتا بل كل همي كان منصبا على منار "اين منار؟" نظرت لي ببلاهة "منار؟ تلك الفتاة التي كانت مثالية. لم انساها ابدا ولم انسى كم كانت جميلة. لديها كل شي تمنيته في حياتي وكانت ستاخذ الشئ الوحيد الذي املكه" نظرت بفضول "ماذا تعنين؟" ابتسمت فظهرت اسنانها الصفراء خلف شفتيها اليابستين "اسمعي! انا لست مهتمة بنبش الماضي ولكن منار لن تصبح ماضي ابدا فهي دائما حاضرة في ذاكرتي تهاجمني ذكراها ليلا وصدقيني اندم كثيرا لاني شاركت في موتها" نهضت من على كرسي فسقط ارضا محدثا ضجة كبيرة ولم اصدق ما سمعت. نظر لي الشرطي شزرا ثم قال "هدوء او غادري" فاعتذرت منه ثم رفعت الكرسي وجلست من جديد. سالتها ولم اتمالك دمعتي وقد امتزجت بصوتي المهزوز "ارجوك اخبريني كيف حصل هذا ومن قتلها؟" نظرت بمكر شديد وقد اختفت البلاهة التي كانت تتنكر بها ثم قالت "هل حقا تريدين ان تعرفي؟"
 

اختي الكبرى 22






اختي الكبرى 

اول شي فكرنا فيه هو الهرب من الشباك المطل على الشارع وبرغم علوه فقد قررنا ان نفعلها. عبثا حاولنا انا وهند ان نفتح الشباك ولكنه كان مغلقا باحكام شديد. بعد ثواني متعبة باءت جميع محاولاتنا بالفشل. وقفت انا خلف الباب ممسكة بمزهرية كبيرة بيدي مستعدة للهجوم على اي كان سيدخل من ذلك الباب بينما اختبئت هند خلف الكرسي الكبير الذي كان يتوسط الغرفة وبيدها بقايا من الزجاج الذي حطمته وقد لمحت نظرة اصرار في عينيها تقول بانها ستفعل اي شي كي تخرج من ذلك المكان على قيد الحياة.
فتح الباب وكنا نترقب من سيدخل منه . دخل عادل على عجل وتفاجأ لانه لم يجدنا مقيدتين على السرير. وقبل ان يصرخ طالبا دعم من اي كان في المنزل ضربته على راسه بالمزهرية فسقط وقد سال من راسه بعض الدم. لم يفقد عادل وعيه ولكن الضربة كانت كفيلة باسكاته لبعض الوقت. استطعنا ان نربط فمه ويديه قبل ان يسترد قوته تماما. كان واضحا عليه الاندهاش مما فعلناه ولم يكن يتوقع باننا سنقدر على فعل كل ذلك. كلمته بعصبية "اين نحن؟" لم يجب بل كان يقاوم محاولات هند لايجاد هاتفه الخليوي فضربته على راسه بيدي وقلت له "ركز معي يا عادل فانا لدي الكثير لاقوله" نظر لي بحذر ثم رمق هند نظره شرسة بعد ان وجدت الهاتف وبدات تطلب رقم الطوارئ. سالته بعد ان هدات نبرتي الغاضبة "اين منار؟" توسعت حدقتيه ثم بدا يهز راسه بعنف. قلت له "ارجوك فقط اخبرني ماذا حل بها؟" هدات نظراته ثم اشار الى فمه المكمم فقلت له "حسنا ولكن احذر الصراخ فقد طلبنا البوليس وانتهى الامر" احسست بانه اذعن الى ماقلت ففتحت فمه فهتف على الفور "انت اختها الصغرى اليس كذلك؟" قلت له "نعم" قال "لقد علمت ذلك منذ رايتك في المقهى ولكن اميمة لم تصدق ابدا امكانية مقابلتك هنا. ماذا تريدين لماذا تحفرين في الماضي؟" قلت له "كل مااريده هو معرفة مكان اختي وماحل بها؟" فقال لي "لا ادري فقد كنت صادقا قبل سنوات عندما قلت لا ادري" اصبت بالدهشة وصرخت صرخة مكتومة "ماذا تعني بانك لا تدري ما حل بها؟ لقد كنت تضايقها كل يوم وقد كانت خائفة منك" قال لي بتعجب كانه لا يصدق كلامي "ماذا؟ انا متاكد انك مخطئة لاني لم افعل ذلك" اصابتني حيرة شديدة واحسست بان الارض تدور بي فهتفت "الم ترسل لها رسائل غرامية وكنت تحاول الايقاع بها؟" اجاب مع نفس نبرة التعجب "انا لم افعل" سالته "ماذا تعني انك لم تفعل؟ لقد رايت الرسائل بنفسي بخط يدك وقد كنت تفاخر بذلك امام الجميع" قاطعني "منار كانت جميلة ومثالية وقد كانت اميمة تريد ان تضمها اليها باي طريقة وقد تكون خططت لخداعها وارسلت لها هذه الرسائل ثم طلبت مني ان اتفاخر باني فعلت. اخبريني هل كانت بخط يد ركيك واملاء ملئ بالاخطاء؟" اجبته "نعم" ابتسم وقال "هذا بالضبط خط يد اميمة. لقد كانت تحوم حول منار منذ اول يوم زرتونا فيه وقد تكون خدعتها كما خدعت الكثيرات غيرها" سالته "ماذا تعني؟" لكنه لم يجب لان الوقت لم يسعفه حيث وصلت الشرطة الى المنزل وقبضت على عادل برفقة 3 شبان اخرين في المنزل معهم زوجته سوسن. لم تكن لا اميمة ولا سوسن الصغيرة في المنزل وقد نقلنا انا وهند الى المستشفى كي تعالج جروحنا وتستمع الشرطة الى ماحصل لنا.
 

اختي الكبرى 21



اختي الكبرى

"تم نقلنا" صرخت بداخلي بفزع. والان ماذا؟ هذا هو السؤال الذي كان يدور بذهني. ماذا سافعل الان؟ انا لن اجلس هنا انتظر مصيرا مجهولا يجب ان اتصرف. اقتربت من هند التي كانت تغط في نوم عميق وحاولت ايقاظها من جديد ولكن بطريقة اقسى واعنف فانا الان بحاجة لها ان تكون مستيقظة فالوضع بات حرجا واننا في خطر عظيم لذا يجب ان نتصرف بسرعة.
بعد محاولات عديدة استيقظت هند وهي مندهشة لانها مقيدة تماما وقد كنت احس انها تعاني من صداع شديد. استدرت وحاولت ايصال ذراعي الى فمها كي ازيح الشريط اللاصق ولكنه كان ملتصق باحكام. بعد محاولات مؤلمة انتزعت الشريط اللاصق من فمها مخلفة جروح على شفتيها. صرخت صرخة مكتومة " ماذا حصل اين نحن؟" اشرت بعيني الى فمي كاني اطلب منها ان تحرره ففهمت الاشارة وحاولت كما حاولت وقد استطاعت فعلها. " لقد اختطفونا ونقلونا الى مكان اخر" قلت بسرعة فاجابت بفزع "ولكن ماذا سيحل بنا الان؟" اجبتها "لقد حذرتك من هذه النهاية ولكن لا فائدة الان من الملامة ويجب ان نجد حلا بسرعة قبل ان ياتون لتفقدنا. كل لحظة تضع حياتنا على المحك" سالتني بهلع "ماذا يدور براسك؟ هل لديك خطة؟" اجبتها "يجب اولا ان نفكر بطريقة لنتخلص من قيودنا ثم نفكر بالهرب بعدها" نظرت هند حولها بخوف ثم استقرت عينيها على مراة صغيرة اقتربت منها ثم كسرتها امسكت ببعض القطع وحاولت نشر قيودها. كانت تتالم وقد كان هذا واضحا على محياها وقد كنت ارى الدماء تسيل من كفيها وهي تحاول جاهدة ان تقطع قيودها وقد اثمرت معاناتها فقد انقطع القيد واستطاعت تحرير نفسها ثم تحريري.
ونحن في خضم التفكير في فكرة للهرب سمعنا خطوات تقترب من الغرفة وقد تاكدنا ان احدهم جاء كي يتفحصنا لذا كان علينا ان نتصرف بسرعة.
 

اختي الكبرى 20







اختي الكبرى

طرقت الباب برفق فلم اجد جوابا فناديت على هند وسالتها ان كانت بخير فلم تجب فتحت الباب وقد كان المكان مظلم. بحثت عن مفتاح الكهرباء وفتحت الضوء وقد كانت هند مستلقية على الارض فاقدة لوعيها.
صرخت بها "هند هل انت بخير؟" ثم هززتها بقوة ولكنها لم تستجيب. رششت بعض الماء على وجهها ولكن يبدوا انها كانت غائبة عن الوعي تماما.
لم اعرف ماذا افعل لذا تناولت هاتفي واتصلت على رقم الطوارئ ولكني لم انهي الاتصال حيث فاجأتني ضربة قوية على راسي افقدتني وعي ولم اعرف ما حصل بعدها.
استيقظت من نومي وانا احس بصداع عميق. نظرت من حولي وقد كنت في غرفة مرتبة وانا مستلقية على سرير مريح وبجانبي هند. كانت يوجد ساعة على الطاولة فنظرت اليها كي اتبين كم قضيت من الوقت وانا فاقدة لوعي فتبين انني فقدت وعيي لساعة فقط. كنت مقيدة اليدين والارجل وكان يوجد شريط لاصق على فمي كي لا اصرخ لذا حاولت ايقاظ هند بتحريكها براسي ولكن هند كانت تغط في نوم عميق وقد استنتجت ان شيئا في الطعام هو السبب في نومها هذا بينما لم اكل انا من الطعام لذا استيقظت بسرعة. لم اعلم ان كانوا قد لاحظوا انني لم اتناول المخدر ولكني قررت ان اتحرك بسرعة قبل ان ياتي احدا كي يتاكد من نومنا.
نهضت بصعوبة وبدات اقفز بخفة حتى وصلت الى النافذة التي كانت تطل على الشارع حاولت ان ارفعها براسي ولكنها كانت ثقيلة جدا لذا باءت كل محاولاتي بالفشل. قررت ان اكسر النافذة وان كان ذلك سيجذب انتباه مختطفي ولكنه ايضا سيجذب انتباه المارة وقد يساعدني احد. امسكت مزهرية بين راسي وكتفي وحاولت رميها على النافذة ولكنها سقطت على الارض لان رميتي لم تكن بالقوة كافية. احسست بالعجر والتعب فوقفت اطالع الشباك وانا امني نفسي بان والدتي ستكلم البوليس وتعطيهم العنوان حسب الاتفاق لذا لا داعي للقلق واحسست ببعض الارتياح ثم جذبني شي كان في الخارج. نظرت مطولا الى الشارع الذي كانت تطل عليه النافذة ولكن الشارع لم يبدوا مالوفا لي كانه ليس نفس الشارع الذي كان يقع فيه البيت. احسست بالجزع وانا احاول نكران حقيقة اننا لسنا في نفس المنزل السابق.
 

اختي الكبرى 19






اختي الكبرى

اصابتني صدمة لم اتمكن من اخفاءها. سوسن القديمة التي قدمتها اميمة في السابق على انها ابنتها والتي لطالما حذرت منار من العودة الى المنزل كانت هي نفسها زوجة عادل! اذا هي لم تكن اخته على الاطلاق.
والفتاة التي لم اتعرف عليها حلت محلها وهي الان سوسن الجديدة. سلمت على الفتاتين وجلسنا سويا نرتشف العصير الذي لم اتذوقه على الاطلاق بل تظاهرت باني اترشفه بينما لم استطع ان امنع هند من اكمال كوبها والبدء بالحلويات. كنت حذرة جدا معهم وهند ايضا كانت حذرة ولكني كنت اكتشفت شيئا لم تكتشفه هند وهو ان هذه العائلة اخطر مما كنا نعتقد لذا كنت اريد الخروج من هناك باسرع وقت ممكن.
مرت ساعة على وجودنا في ذلك المكان وقد كنت احس باختناق قاتل وشعور بالضيق من كل ما اسمع او ارى فقد كان كل ما تنطق به اميمة اكاذيب.
ثم حضر عادل الى المنزل وقد كان سعيدا بوجودنا هناك. كنا قد اتفقنا انا وهند على المغادرة بعد ساعتين من زيارتنا ولكن لم تسنح لنا فرصة المغادرة حيث كانت العائلة تستعد لتحضير العشاء. رغم رفضنا الشديد للبقاء لم نتمكن من المغادرة فقد اصرت اميمة وعادل علينا ان نبقى ولم يكن امامنا خيار سوى ان نبقى. لم اشعر ان عادل تعرف علي او على ملامحي وقد بدات احس ان عادل لم يكن يتبعني ذلك اليوم لانه تعرف علي على اني اخت منار او جارتهم السابقة ولكنه قد يكون تبعني لسبب اخراو قد يكون ممثل ماهر وهو يخفي حقيقة تعرفه على هويتي . ولم يحسسني بانه تذكرني من ذلك اليوم في السوق لذا كنت على الاقل مرتاحة انه لم يعرف من اكون.
جلسنا على المائدة كي نتناول العشاء وقد كانت المائدة مليئة بمختلف الاطعمة ولكني لم اكن اريد ان اكل شيئا لاني كنت خائفة من ان يكون في الطعام مخدر او شي ما لذا ماطلت وماطلت وتظاهرت باني اكل وحاولت ان اشتت الانتباه من حولي ثم تظاهرت باني احس بالم في معدتي وذهبت الى الحمام.
حاولت ان اتاخر قليلا في الحمام ثم عدت الى غرفة الطعام فلم اجد هند. كان الجميع جالس على المائدة الا هند فجفلت ثم سالتهم "اين هند؟" اجابت اميمة "في الحمام في الطابق العلوي يبدوا انها اكلت كثيرا من الروبيان فاصابها الغثيان" احسست ان اميمة تكذب فطلبت منها ان ترشدني الى الحمام كي اساعد هند فطلبت من سوسن الصغيرة ان ترشدني الى هناك. سرت خلف سوسن وهي تقودني الى هند ثم لم استطع ان اتمالك نفسي فسالتها "هل انتي ابنة اميمة الحقيقة؟" استدارت لي بفزع وسالتني "ماذا تعنين؟" فقلت لها متداركة الموقف "لا اعني شيئا انا فقط ارى انها لا تشبهك على الاطلاق" ابتسمت بارتياح وقالت "انا اشبه والدي" فسالتها "واين هو الان انا لم اراه هنا" اجابت كانها تختلق الاجابة "انه متوفي منذ زمن طويل" سالتها "منذ متى؟" اجابت "لماذا تساليني كل هذه الاسئلة؟" اجبتها "لاني اريد المساعدة, هل انت في خطر؟" نظرت لي بقلق وقالت "اهتمي بشؤنك و لا تتدخلي بما لا يعنيك" ثم اشارت بيدها الى نهاية الممر قائلة "سيري الى نهاية الممر وستجدين صديقتك" ثم تركتني وغادرت فاكملت طريقي الى الحمام وحيدة.
 

اختي الكبرى 18







اختي الكبرى

"زوجته؟" سالتها "هل هو متزوج؟" اجابت هند "نعم لقد اخبرني ان عائلته باكملها هنا وبضمنهم زوجته" بفضول شديد سالتها "هل اخبرك باسمها؟" اجابت هند "كلا لا تكوني سخيفة, دعينا نذهب اليوم ونكتشف الحقيقة وانا انصحك بان لا تخبريهم بانك اخت منار كي يطمئنوا لنا".
كان كلام هند منطقيا وقد كنت اوافقها على كل كلمة تقولها ولكني كنت خائفة من ان نذهب فلا نجد عائلة ولا زوجة بل نجد رجلا وحيدا قد يقتلنا كما فعل مع منار. اتصلت بوالدتي واخبرتها باني ساذهب الى منزل عائلة عادل وانني ان لم اتصل بها بحلول منتصف الليل فعليها تبليغ الشرطة عن مكاني فقد اكون مع هند في خطر. امي لم يعجبها ماقلته بالطبع ولكنها لم تمتلك خيارا فانا لم اعد طفلة كي تتحكم بي كما كانت تفعل مع منار وانا تعلمت درسي جيدا.
تحضرنا انا وهند للذهاب واوقفنا سيارة التاكسي حيث قادتنا الى منزلهم مباشرة. طرقنا الباب ولم ننتظر كثيرا فقد فتحت الباب على الفور وقد كانت فتاة في عمر العشرين جميلة جدا . ادخلتنا الى المنزل حيث جلسنا في غرفة الجلوس الفخمة التي ذكرتني ببيتهم في العراق. حضرت اميمة كي تسلم علينا وقد كانت كبيرة في السن ولكني ميزتها رغم ذلك بينما لم تتعرف هي علي. كانت هند هي المستلمة لزمام المحادثة وقد كانت افضل مني اجتماعيا واذكى مني بكثير. سالتها اميمة عن عائلتها وعما تدرس وعن كل شي يخصها ولم تعطي هند اي فرصة كي تسال لذا استسلمت هند للاجابة فقط. استغللت فرصة شرب اميمة للعصير وسالتها عن باقي العائلة حيث كنت اتحرق شوقا كي ارى سوسن وزوجة عادل ايضا. ابتسمت وقالت لي "عائلتي خجولة جدا ولكني ساناديهم فمن العيب ان لا يسلموا علي بنات بلدهم" ثم غابت قليلا مما اعطاني فرصة كي انهض واتفحص الغرفة وارى قليلا ما هو خارجها قبل ان تعود مع فتاتين. احدهما الفتاة التي فتحت لنا الباب وقد قدمتها على اساس انها ابنتها سوسن والاخرى كانت مألوفة جدا لي وقد قدمتها على اساس انها زوجة عادل.
 

اختي الكبرى 17







اختي الكبرى

كانت هند تخطط لوحدها ولمدة اسبوع بينما كنت انا اسير في الشوارع حذرة اغير طريقي كل مرة خوفا من اكون مراقبة. جاءت هند لي بعد ان انهت تخطيطها وقالت لي " لقد فكرت مليا بالموضوع ولم اجد شيئا افضل من ان نراقبه لنكتشف مكان سكناه واذا ماكانت عائلته معه او لا فقد يكون وحيدا هنا وهذا سيسهل عليها الامور كثير" قلت لها "ولكن كيف سنراقبه وكيف سنجده اصلا" اجابت "انا متاكدة انه يتحرق شوقا لكي يعثر عليك لذا قد نجده في نفس المكان الذي التقيتيه فيه لاول مرة" لم يكن كلامها بعيدا عن الحقيقة فقد يكون ماقالته صحيحا تماما فهو كان يريد شيئا عندما لاحقني لذا فقد نجده في نفس المقهى الذي وجدته فيه سابقا.
قررنا ان نذهب الى المقهى كي نلقي نظرة ولكن من بعيد. وهناك كان يجلس يدخن بشره حتى لم يكن وجهه واضحا من بين الدخان. اشرت اليه وقلت لهند "هناك ذلك الرجل الاسمر" ضحكت هند وقالت "ساتولى الموضوع من هنا" ثم اسرعت تتجه نحوه بدون ان تعطيني فرصة كي امنعها.
اقتربت هند من الطاولة التي يجلس عليها وجلست قريبا منه ثم بدات تتفحصه بشكل واضح. كان جليا ان عادل اكتشف ان هند تراقبه فالتفت اليها والقى التحية. ابتسمت هند واجابته بتهذيب فدعاها الى طاولته فرفضت قائلة "شكرا ولكن الدخان كثيف وهو مضر بالصحة" لم يقل شيئا بل اطفا سيجارته ثم طلب كوب ماء وحاول تشتيت الدخان بكلتي يديه حتى انقشع وصفى الجو. نهضت هند وجلست على طاولته وبدات محادثة هادئة معه.
تذكرت ايام الصغر عندما كنت احاول التنصت على محادثات منار وها انا الان اقوم بنفس الشئ الذي اكرهه وهو رؤية الناس يلقون بانفسهم الى الخطر بدون وعي واجلس انا اراقبهم واحاول التلصص عليهم.
حاولت الاقتراب من الطاولة مستغلة انشغال عادل بالحديث مع هند التي كانت تنظر لي بين الحين والاخر مبتسمة. اقتربت منهما كثيرا وجلست مكانا لا يمكن لعادل ان يراني فيه ثم بدات استمع الى المحادثة التي كانت تجري بينهما واكثرها مجاملات.
كانت هند تستغل الفرصة كي تساله عن ماضيه ولكن هو بالتاكيد لم يكن ليخبرها بكل شي. بعد نصف ساعة تقريا تظاهرت هند بانها تاخرت على عملها ثم ودعته بعد ان عرفت مكان سكناه.
التقينا انا وهند في مكان بعيد عن المقهى وقد كان اول ما فعلته هو توبيخها على فعلتها هذه فهذا الرجل خطر وعائلته خطرة جدا فقالت لي انها ستزور منزله هذا المساء وهي مصرة على ان تقوم بدور المحقق لتعرف ما حل بمنار. شهقت وصرخت بها "هل جننتي؟ ساكلم اهلك كي اخبرهم اذا فعلتي ذلك" ابتسمت وقالت لي "لا تخافي فعائلته بضمنها زوجته سيكونون بانتظاري هناك للتعرف علي وعلى صديقتي المغتربة لاجل الدراسة".
 

اختي الكبرى 16






اختي الكبرى

مرت 10 ساعات ومنار مختفية والبوليس لم يجد اي شي في بيت اميمة وقد اعلنها بريئة من اختفاء منار. اعمامي والجيران كلهم بحثوا عن منار ولكن لم يجدوا لها اي اثر.
بعد يومين بدأت الاقاويل عن اختفاء منار تتحور وبدا ان الجميع يعرف بموضوع الرسائل التي ارسلها عادل لها وقد كبر الموضوع الى اكثر من ذلك.وقد شاع عن ان منار صاحبت عادل وانهما كانا يتبادلا الرسائل بينهما وانها كانت تريد ان تهرب معه وتترك عائلتها وانها كانت تذهب الى بيت الجيران لا لتدرس سوسن بل كي ترى عادل وقد كان افراد الاسرة الثلاث ينشرون الاكاذيب عن منار وعن حياتها معنا وكانت اميمة وسوسن تخبران الجيران بانها كانت غير سعيدة في المنزل بسبب تحكم والدتي بها.
اما عادل فقد قال عكس ما قالته منار لي واخبر كل اصدقائه ان منار في الحقيقة اعطته صورتها كي يحتفظ بها. لقد اخبر الجميع باكاذيب حول منار وقد دمر سمعتها وسمعتنا بشكل لا يمكن اصلاحه. صديقاتها اللاتي كن يسرن معها فقط لانها منار اصبحن الان ينكرن معرفتهن بها وقد تبرين منها تماما.
لم تظهر منار ابدا فكانها فص ملح وذاب لم نراها بعد ذلك على الاطلاق. عائلة اميمة ايضا اختفت بعد اسبوع من الحادثة وظل بيتهم مهجورا لمدة سنة بعد خروجهم منه. قرر والدي ان يغادر الحي بعد ان اصبح لا يقوى على ان يرفع بصره بين الناس ثم مات بعدها بفترة قليلة متاثرا بالخزي الذي تصور ان منار قد الحقته به.
لم التقي بعائلة اميمة بعد ذلك حتى اليوم الذي التقيت فيه بعادل ابنها الاكبر ولكم تمنيت ان اخنقه بيدي واتخلص منه جزاء ما فعله بنا فهو لم يكتفي بقتل اختي (وهو امر انا متاكدة منه ) بل وشوه سمعتها ايضا مدمرا عائلة باكملها.
كانت هند تستمع الى قصة منار وهي مشدودة ومتاثرة بماحصل لها وقد كان اول سؤال بدر الى ذهنها "لماذا تعتقدين انهم قتلوا منار؟" اجبتها بدون تفكير "لانهم قتلة بالطبع" قالت لي هند "انا متاسفة على تذكيرك بحادثة اختك ولكن اختفاء منار يجب ان لايبقى لغزا. يجب ان تواجهي عادل وتتكلمي معه عما حصل فقد يخبرك بما كتمه من اسرار طيلة هذه الفترة خصوصا وان سنوات مرت على تلك الحادثة" رفضت بصرامة وقلت لهند "هل جننتي؟ تريديني ان اذهب الى ذلك القاتل واطلب منه ان يخبرني الحقيقة؟ كلا بالتاكيد انا لن افعل" فقالت لي بهدوء "انت لن تفعلي ذلك لوحدك بل سنفعله سويا" لم تعجبني الفكرة رغم اني قلت لهند اني سافكر بالموضوع. كلمت والدتي واختي لاخبرهما اني وجدت عادل بالصدفة يتسكع وانني مصرة على معرفة ما حصل لمنار. لم يعجب والدتي ذلك فقد كانت تعرف كم الخطر الذي ساتعرض اليه اذا ما قمت بالتصرف وحدي ولكني طمأنتها بان هند ستكون معي بالاضافة الى اني لست طفلة وقد عشت لفترة طويلة اتهرب من معرفة الحقيقة لذا وجب علي الان ان اواجه مخاوفي واعرف حقيقة اختفاء منار.
 


 

اختي الكبرى 15







اختي الكبرى 

غاب عني بعض الكلام بين اميمة ووالدتي عندما دخلت والدتي المنزل ولكني تاكدت من ان والدتي قد استجوبت كل اعضاء المنزل وبالذات سوسن عن منار ولكن الجميع كان لديه جواب واحد "منار خرجت كعادتها بعد ساعة من وصولها منزلهم وهم لا يعرفون مكانها".
عاد والدي الى المنزل فاخبرته والدتي بما حصل فجن جنونه. بدأ يصرخ على والدتي ثم كلم اعمامي وطلب منهم مساعدته في البحث عن منار التي اختفت منذ اكثر من 5 ساعات وقد حل الليل.
سال والدي "هل بحثتي في منزل صديقاتها؟" اجابت والدتي "كل صديقاتها ومدرساتها وجيراننا وخرجت ابحث في الشوارع عنها. لقد بحثت في كل مكان ولكن لا اثر لها" ثم انهارت والدتي بالبكار والعويل.
توجه ابي الغاضب الي وصرخ في وجهي" لا تكذبي علي واخبريني اين اختك؟" اخبرت والدي "لا ادري فقد خرجت الى منزل جيراننا كعادتها بدون اي تغيير اقسم يا ابي ان منار لم تهرب من المنزل ولكن مكروها قد اصابها" نظر الي ابي بعينيه الحمراوين "ماذا تعنين؟" اجبت بصوت باكي وانا انظر الى امي بغضب "لقد كانت منار غير مرتاحة من ذهابها الى بيت الجيران وقد اخبرت والدتي بذلك ولكن والدتي تجاهلت ذلك تماما واجبرتها على الذهاب مرارا وتكرارا. لقد كانت منار خائفة من اميمة وابنها وقد يكونان قتلاها واخفيا الجثة" زاد خوف ابي بعد ما قلته وقال لي "لا تخافي يا ابنتي واخبريني بالحقيقة مالذي كان يخيف منار؟ هل اخبرتك؟" اجبته "لقد تحرش عادل ابن جيراننا بها اكثر من مرة وقد اعطاها رسائل غير لائقة كما طلبت منها سوسن ان لا تعود الى منزلهم ".
لم يبقى لوالدي اي شك بعد ما قلته له ان اختي في خطر لذا لم يكتفي بمكالمة اعمامي بل كلم البوليس ايضا للبحث عن منار وايجادها باسرع وقت ممكن.
 


 

اختي الكبرى 14






اختي الكبرى

كان الحوار يجري بصوت خفيض فلم اسمع منه شيئا ولكني سالت منار عنه بعدها فلاحظت ترددها باخباري ولكني اصررت على معرفة الامر كعادتي فاضطرت الى اخباري بالامر بشكل متقطع استنتجت من كلامها بان اميمة تريدها ان تعود كي تذاكر لسوسن مقابل بعض المال. قلت لها "هل ستخبرين امي بالامر ؟" اجابت "كلا وانت ايضا يجب ان تعديني ان لا تفعلي" وهكذا وعدتها ان لا افعل بعد ان اجبرتني على ان اقسم لها على ان ابقي فمي مغلقا. وتحسنت صحتها لذا كان عليها ان تعود الى ذلك المنزل كي تذاكر لسوسن. بقي اسبوع واحد على امتحاناتي النهائية وقد كنت قلقة على منار اكثر من المذاكرة فوضعها مريب ومخيف.
كان اول يوم لها في بيت جيراننا بعد ان تعافت. ذهبت في تمام السادسة مساءا بناءا على طلب والدتي وهي تحمل سرا في داخلها. سرا لم تبحه لي او هذا ما كنت احسه. قبل خروجها قلت لها "هل تريدين ان اتي معك فانا لدي طرقي كي ارغم والدتي على ان تقبل حضوري" فقالت لي "شكرا ولكن كلا فواحدة منا واقعة في مصيبة تكفي بالاضافة الى انك يجب ان تدرسي فامتحاناتك قد اقتربت كثيرا" نظرت الي والى اختنا الاصغر وخرجت. كنت انتظر عودتها بفارغ الصبر ولكنها لم تعود بعد ساعة. امي ايضا لم تخفي قلقها ولكنها قررت ان لا تجري اي مكالمة حتى يصبح التاخير جديا. انقضت ساعة اخرى ومنار لم تعود وقد زاد قلق امي لذا هاتفت جيراننا لتسال على منار.
رايت اصفرار وجه امي عندما سالت عن منار. ثم قالت بصوت مشوش وخائف "ماذا تعنين انها ليست لديكم؟ متى غادرت؟ في موعدها اليومي ؟ ولكنها لم تعود للمنزل. سترسلين ابنك عادل للبحث عنها؟ مستحيل ان تكون ذهبت الى اي مكان بدون معرفتي هي لم تفعلها قبلا قط" كانت امي تردد بعض المعلومات التي كانت تسمعها من جارتنا اميمة والدموع الساخنة تنزل على وجنتيها بغزارة فمنار لم تغب يوما عن البيت ولم تخرج بدون اذن لذا كانت والدتي خائفة من ان كل الشكوك التي لطالما تجاهلتها وكل التحذيرات التي اخبرتها بها واخبرتها بها منار اصبحت حقيقة. انهت امي مكالمتها بقولها "ساخرج للبحث عنها بنفسي" ثم نادت والدتي علي وقالت لي "يبدوا ان منار ليست في بيت اميمة لذا ساذهب للبحث هناك بنفسي اعتني باختك الصغيرة ريثما اعود" ثم خرجت.
هرعت الى الحائط ووقفت بجانبه علي استمع الى بعض الحوار الذي كان يجري بين اميمة وامي. لم ابذل جهدا للتنصت فوالدتي كانت تصرخ على اميمة بصوت كان يصلني بسهولة.
قالت لها امي "دعيني ادخل للبحث عن منار في منزلك فهي ابنتي وانا اعرفها جيدا ومن المستحيل ان تذهب الى اي مكان بدون ان تطلب الاذن بذلك" قالت اميمة رافضة تلميحات امي "هذا الكلام غير مقبول فلما اخفي منار ارجوك لا ترمي مصائب ابنتك علي" زاد كلام اميمة من غضب والدتي لذا دفعت اميمة من امام الباب ودخلت المنزل.
 

اختي الكبرى 13







اختي الكبرى

" ماذا ايضا؟" هتفت بفضول. قالت منار بجزع " منزلهم الذي احسسنا للوهلة الاولى بفخامته هو في الحقيقة خداع فباقي اركانه تكاد تخلو من الاثاث وحتى اميمة لا تبدو طبيعية بل تحاول ان تمثل ما ليس فيها. كلامها على سبيل المثال الذي تحاول ان يبدو منمقا في الحقيقة هو مختلف تماما عندما تتحدث مع سوسن لوحدهما. لقد تلصصت عليهما في احد المرات وسمعتها. ماذا اقول لك يا اختي الصغرى فالكثير من الامور المربكة تجري هناك" اجبتها في محاولة كي ابرر بعض الامور "حسنا مسالة الاثاث هي طبيعية فالكثير من الناس يحاولون ان يظهروا للاخرين ان منزلهم فخم وجميل لذا هم يعتنون بما يظهر للناس بينما يهملون الباقي. يعني مظاهر وقد تكون اميمة سيدة تحب المظاهر لذا هي تريد ان تبدو في افضل حلة سواءا في بيتها او كلامها وهلم جرا" نظرت لي منار بنفاذ صبر واعلنت " اتمنى ذلك. والان دعينا نعود لدراستنا والا لن تنفعنا لا اميمة ولا غيرها" ثم افترقنا كل الى عزلته كي نتحضر لامتحاناتنا التي تصبح اقرب واقرب يوما بعد يوم.
في اليوم التالي كانت منار لا تشعر انها بخير لذا قررت والدتي ان تلغي الساعة الدراسية لسوسن. لم تمر سوى ربع ساعة حتى عاد جرس الهاتف ليرن وقد كانت اميمة على الطرف الاخر حيث اخبرت امي ان سوسن ستحضر الى منار كي تزورها وتطمئن على صحتها. لم تبد امي اي ردة فعل غير طبيعية بل رحبت بطيب خاطر بينما صعقنا انا ومنار من هذا الطلب الغريب فهل تريد اميمة ان تتاكد من ان منار فعلا مريضة؟ ام انها تريد من سوسن ان تتجسس على منار في بيتنا؟ انتظرنا مجئ سوسن التي كالعادة بدت كغبية وقد كان واضحا مهما حاولت اخفاؤه محاولاتها كي تعرف ان كانت منار مريضة فعلا ام لا. بعد ان جلست تلف وتدور بغباء قالت لمنار بصوت خفيض "لا تعودي الى منزلنا ابدا, فهمتي؟" ثم خرجت من الغرفة وغادرت المنزل تاركة ايانا في حيرة مما قالت فكلامها يؤكد شكوك منار بان اميمة ليست كما تدعي ولكن كيف ستقنع منار والدتي ان هذا المنزل خطر عليها؟
" ماذا سنفعل؟" سالت منار بقلق فاجابت "لا ادري" ثم ذهبت منار لتبدل ملابسها كي تذهب لزيارة الطبيب كي ترى ما مشكلتها.
عادت من الطبيب وهي تعبة فقد طلب الطبيب الكثير من التحاليل لمنار كي تساعده لمعرفة مابها. لم يكن الطبيب متاكد مما بها فهي تشكو من الحمى الخفيفة وتتقئ كثيرا ولكنها غير مصابة بزكام وايضا ليس فيها اي من الامراض التي كان الطبيب يشك بها. قرر الطبيب انها قد تكون اكلت شيئا ملوثا وحصل لها تسمما خفيفا.
قررت امي ان منار يجب ان تبقى في المنزل لبعض الوقت ريثما تسترد صحتها وهذا ما حصل فلم تذهب منار للمدرسة ليومين ولم تزر منزل اميمة ايضا. كانت اميمة تكلم امي في اثناء ذلك لتطمئن على صحة منار ظاهريا ولكن منار وانا كنا نعرف انها كانت تريد ان تتجسس على منار. لم تطق اميمة صبرا حتى ارسلت سوسن مرة اخرى كي تعرف ما اخبار منار وهل هي حقا مريضة ام هي فقط تتحجج كي لا تعود الى منزلهم.
كنت انا ومنار ننظر الى سوسن التي لم تكن تبدو مرتاحة من هذه الزيارة ولكنها كانت فقط تمثل امام امي انها في اشد الشوق لمنار.
بعد خروج امي طلبت ان تتحدث مع منار على انفراد ولكني رفضت الخروج فقالت سوسن لمنار "اريد ان انقل رسالة من اميمة ". عقفت منار حاجبيها واشارت علي بالخروج فخرجت ولكني لم اذهب بعيدا فقد وقفت خلف الباب كي احاول ان اسمع ما يجري بين منار وسوسن.
 

اختي الكبرى 12







اختي الكبرى

 كنت انا اتلصص على منار ووالدتي من باب الغرفة الذي لم يكن مغلق كليا. كانت منار تخبر والدتي بالصعوبات التي تواجهها من جراء الذهاب الى بيت الجيران وكم انها تفقد من الوقت بدون اي تقدم في حالة سوسن بل ان سوسن كانها لا تفقه شيئا فهي شاردة الذهن طوال الوقت ولا تستطيع استجماع افكارها ولا التفكير بثبات. ردت والدتي بابتسامة على شفتيها "يا ابنتي هؤلاء جيراننا ويجب ان نساعدهم وقد وعدت اميمة اننا سنستمر بهذه الدروس لذا اضغطي على نفسك من اجل ان افي بهذا الوعد. لقد كلمتني اميمة اليوم وتوسلتني ان استمر بارسالك لبيتهم كي تساعدي سوسن وهي تشكر بك كثيرا. انهم يعتمدون عليك يا منار فلا تخيبي ظنهم وظني. انت فتاة ذكية وستتدبرين امرك اليس كذلك؟" لمحت نظرة الغضب على وجه منار التي كانت تنظر لوالدتي بعدم رضا ولكنها اضطرت الى ان تقول "انا ساذهب فقط لاجلك ولكن ان حصل اي شي خاطئ فانت من سيتحمل المسئولية تذكري ذلك يا امي" ثم خرجت من الغرفة وهي تشتعل غضبا ثم قالت لي " الم اخبرك انه لن ينفع فوالدتي لا تهتم سوى بنظرة الناس لها وهي تتامل ان ينتشر خبر ابنتها الذكية  التي تدرس ابنة الجيران وتدرس وهي تنجح باستمرار. لا اعرف ما عساي افعل سوى ان افعل ما تريده والدتي بالضبط" . انتهى النقاش مع منار ولم نعد نتحدث بهذا الامر وقد مر اسبوع اخر واقترب موعد الامتحانات ومنار لم تخبرني باي شي عن زياراتها للجيران ولكني كنت الاحظ شرودها وخوفها الذي كان واضحا في عينيها.
كنت ابحث في اغراضها بين الحين والاخر علي اجد شيئا جديدا بين طيات ثيابها ولكن لا شئ على الاطلاق. لم اطق صبرا حتى فاتحتها بالموضوع فحاولت التملص من الاجابة وطلبت مني ان لا افتح هذا الموضوع معها لانه يزعجها كثيرا ولكني لم اكترث لما قالته بل عدت لسؤالها مرارا وتكرارا واخبرتها انني لا اريد ان اعرف بدافع الفضول بل لاني اريد ان اطمئن عليها لا اكثر. يبدو ان اصراري على معرفة ما يجري مع جيراننا اقنعتها ان تخبرني ببعض التفاصيل التي اختارت ان تخرجها من حقيبة الاسرار التي تقفلها. قالت لي بجزع "هو عاد الى الجامعة ولم يعد يرسل اي رسائل مع سوسن ولكن والدته هي المصيبة" سالتها "والدته؟ الا يفترض ان ترفض ما يفعله ابنها وان تثنيه عن التحرش بك؟" اجابت منار " لا ادري ماذا اقول ولكني السيدة اميمة لا تبدوا كانها والدة سوسن وعادل. فهي لا تتصرف كام بل تتصرف كان سوسن وعادل يعملان لديها" اصابني فضول كي اعرف كيف توصلت منار لهذا الاستنتاج فسالتها "كيف يعني؟" اجابت "انا لم اسمع سوسن تناديها بامي ولا مرة وهي تخاف منها كثيرا حتى انها اي سوسن قالت لي في احد المرات لا تغضبي اميمة" سالتها "قالت لكي اميمة؟" اجابت منار " نعم, وليس هذه فحسب بل الكثير من الامور التي استطعت ان استنتجها من زياراتي المتكررة لهم الكثير من الامور التي تؤكد لي انهم ليسوا ما يدعونه".

اختي الكبرى 11







اختي الكبرى


ابتسمت والدتي وقالت لي "عزيزتي يجب ان لا تدعي غيرتك من اختك تؤثر على اخلاقك " عقفت حاجبي وقلت لامي "امي لقد فهمتي الموضوع بشكل خاطئ فانا لست غيورة من منار بل انا خائفة عليها انها ليست مرتاحة من التردد على بيت الجيران بهذا الشكل وخصوصا ان لديهم ولدا شابا يحاول ان يغريها" ادارت امي ظهرها لي وقالت لي "وان كان كلامك صحيحا فهذا ليس من شأنك انت لا تزالين صغيرة فلا تحشري انفك في كل شي يخص اختك فقد يكون ابن الجيران عريسا مناسبا لها ان صح ما تقولين. والان انا لدي عمل كثير ان لم تكوني تنوين مساعدتي فيه ارجوا ان تذهبي الى غرفتك".
لم تهتم امي بما قلته لها مما جعلني افهم لما لم تخبرها منار بالموضوع. لقد علمت منار ان والدتي لن تهتم بهذا الامر لانها ببساطة لا تريد مشاكل وهي تعلم ان بناتها متربين بشكل جيد ولكن مالم تعلمه ان بعض الناس لا يربون اولادهم وفق المعايير التي ربتنا هي عليها.
موعد جديد في بيت الجيران الغامض وقد قررت ان اذهب مع اختي هذه المرة وبالرغم من اعتراض والدتي على ذلك لم اهتم بل بدلت ملابسي وقررت اني يجب ان اكون بجانب منار كما كانت هي دوما بجانبي.
جلست في الغرفة الكبيرة مع منار وسوسن وبينما هما تدرسان انا كنت ايضا قد احضرت كتبي كي ادرس. لقد كانت سوسن تماما كما قالت منار قليلة الفهم ولا تركز ابدا وقد اوشكت الساعة على النهاية عندما نادت والدة سوسن منار الى المطبخ تاركة اياي مع سوسن التي كانت تحل بعض المسائل الرياضية. لم تفلح محاولتي بمرافقة منار حيث ان اميمة وبنظرة غاضبة طلبت مني البقاء في مكاني.
على مضض انتظرت منار التي عادت بعد 10 دقائق مصفرة وخائفة ثم طلبت مني المغادرة وهي تلهث. سالتها فور خروجنا من منزلهم "ماذا حصل؟" اجابت "لقد طلبت مني ان لا اخبر والدتي بشان الرسائل التي ارسلها ابنها لي وحذرتني من انني من سيدفع الثمن اذا ما رات ابنها حزين. هذه العائلة مخيفة جدا لقد رايت المنزل لا اثاث فيه ولا شي من فخامة غرفة الضيوف انهم يخفون شيئا وانا في النهاية ساكون ضحيتهم" قلت لها بجزع "اخبري والدي فهو سيحميك منهم" نظرت لي بنفاذ صبر "انا اعلم انك اخبرتي والدتي وقد اصابتك خيبة امل نتيجة لذلك وتاكدي من ان والدي سيعاقبني انا بدل ان يذهب لهم ويتكلم معهم فهذا اسهل وافضل" سالتها "كيف عرفتي اني اخبرت والدتي؟" اجابت "لقد حذرتني من ان غيرتك مني ستقودك الى تاليف بعض الامور ضدي" قلت لها بتصميم "لما لا تخبري والدتي ان ذهابك الى بيتهم يؤثر على درجاتك في المدرسة؟" قالت لي كان لا امل من الامر وبصوت غاضب نفذ الصبر منه "سنجرب ذلك ولكني اخبرك ان هذا لن ينفع فانت تعرفين والدتي هي لا تهتم ان احترقت انا مادامت صورتها امام الناس مصانة اوليس هذا ما تفعله بي منذ ولادتي؟".
دخلنا المنزل وقد كانت والدتي تتحدث مع جدتي على الهاتف وبعد لحظات اغلقت السماعة وقالت لنا "يا بنات جدتكم ستزورنا غدا اريد ان ترتبن ما يتوجب ترتيبه فانا لا اريدها ان تقول ان البيت غير نظيف" بعد ساعة من عودتنا من منزل الجيران ذهبت منار لتخبر امي انها لا تريد الذهاب الى منزل الجيران لان ذلك يؤثر على درجاتها ودراستها.
 

اختي الكبرى 10






اختي الكبرى

قالت منار بعد ان قرات الرسالة " لا اعرف بما ارد فانا لا اريد ان اكون وقحة وايضا لا اريد ان اكون غبية فهذه الامور قد تقودني الى القتل حتى وان لم افعل شيئا خاطئا" احسست بالخوف الشديد على سمعتنا فهي كل ما نملك في مدينتنا الصغيرة لذا وبعقلي الصغير انذاك ادركت ان منار يجب ان تخبر والدتي بالامر فهو ليس شيئا تتكتم عليه لذا قلت لها "منار ارجوك اعطي الورقة لوالدتي كي تتصرف مع هذا الفتى" انتفضت منار وقالت " لقد وعدتيني ان لا تخبري احدا لذا دعيني انا احل مشاكلي بنفسي ارجوك" ثم تركتني ودست نفسها في فراشها واخفت وجهها بين طيات غطائها تاركة اياي واقفة في مكاني لا اعرف ما عساي افعل كي اساعد اختي على اتخاذ القرار السليم.
في اليوم التالي تقابلنا انا ومنار في المدرسة على غير العادة حيث جاءت الى صفي وطلبت ان نتكلم على انفراد ثم اعطتني ورقة اخرى وقالت لي "لقد اعطتني سوسن هذه الورقة" فتحت الوقة وقرات ما فيها. كان نفس الخط الركيك الذي يدل على ان صاحبه لم يتلق من التعليم سوى القليل وليس طالب جامعي. كانت الورقة تقول "منار انت تسكنين احلامي سانتظرك اليوم وارجوا ردك على رسالتي فكري جيدا قبل ان تردي".
قلت لها "انه مجنون" قالت لي بقلق " ما عساي افعل الان انه مصر على ارسال هذه الرسائل المخيفة لي" اجبتها "يجب عليك اخبار والدتي ويجب ان تفعلي ذلك بسرعة كبيرة قبل ان يعرف احد بالموضوع" اطرقت تفكر ثم قالت " لا اريد ان اوصل الموضوع الى الاهل فقد تصبح فضيحة اكثر مما لو لم اخبرهم. سافكر بحل ما يقينا المشاكل" ثم ودعتني وغادرت الى صفها بعد ان رن الجرس معلنا بداية الدرس الجديد.
لم اتوقف عن التفكير بمنار وقد كنت خائفة كثيرا من ان تتلوث سمعتها لذا قررت ان اتصرف بدون علمها وان اخبر والدتي بما يحصل. عند عودتنا الى المنزل لم انتظر بل طلبت من والدتي ان اتكلم معها ثم اخبرتها بامر ابن الجيران الذي يتودد الى منار. كان رد والدتي هو مالم اتوقعه ابدا.
 

الخميس، 13 نوفمبر 2014

اختي الكبرى 9






اختي الكبرى

كانت زيارة حافلة بالمفاجأت حيث عادت منار حانقة على سوسن بسبب عدم تركيزها وتضيعها الساعة على سؤال واحد بينما منار تحاول جاهدة ان تكمل اكبر جزء ممكن من المادة الدراسية.
انا كنت متشوقة ان اسالها عن اخ سوسن الكبير لذا قاطعتها بينما كانت تخبرني عن سوسن وسالتها "هل كان اخوها في المنزل؟" اجابت "وما همني لقد طفح الكيل وانا لن اضيع وقتي على فتاة كل همها ان تضيع الوقت. ساخبر والدتي اني لن اذهب الى منزلهم المخيف بعد اليوم" فقلت لها "حظ طيب مع هذا فانت تعلمين ان والدتي لن تسمح لك باتخاذ هذا القرار" كانت منار تحس بعدم الارتياح لهذه الزيارات التي لم نكن متعودين عليها ولكن لم يكن بيدها حيلة لذا استمرت بهذه الزيارات لمدة اسبوع وكانت قد اخبرتني عن الاخ الاكبر الذي كان غريب الاطوار كباقي افراد الاسرة التي كانت غامضة حيث ان الوالدة لم يكن لها علاقات مع الجيران ولولا ان منار تعطي الدروس لابنتها لما حصلت بين عائلتي وعائلتهم اي علاقة على الاطلاق.
وفي احد الايام جاءت منار من بيتهم مصفرة الوجه وعلى غير عادتها لم تخبرني باي تفصيل بل دخلت الى الغرفة وبدلت ملابسها ثم اخفت شيئا في دولابها وجلست على فراشها وفتحت كتابها وشردت. كنت اراقبها لساعة ولم تنظر للكتاب بل كانت تنظر للسقف.
لم احتمل ان لا اسال وقد كنت متاكدة ان اختي الكبرى لن تخفي عني شيئا لذا كسرت الصمت الذي كان يخيم على الغرفة وقلت "انت لم تخبريني بما حصل اليوم مع سوسن؟" اجابت بعد فترة من التفكير "سوسن كالعادة ضيعت وقتي باسئلة لا علاقة لها بما نحن فيه" فسالت سوالا اخر قبل ان تعود الى شرودها "ماذا بك اذا لما انت شاردة؟" اجابت " لا شئ لا شئ" ثم اقفلت الموضوع وعادت لتحملق بالسقف لساعة اخرى قبل ان تغلق الكتاب وتنام.
لم يعجبني تصرفها وقد ثار فضولي وقررت ان ابحث عن السبب بنفسي وان اكون مس ماربل التي لطالما كانت اختي تذكر اسمها كلما ثار فضولها لمعرفة شئ.
بعد ان تاكدت من نومها نهضت من فراشي بهدوء وفتحت الدولاب الذي اصدر صريرا خافتا ثم دسست راسي في ملابسها ابحث عما اعتقدت انها اخفته في الدولاب وبعد بحث لمدة 5 دقائق احسست بيد تمسك كتفي. جفلت واخرجت راسي من الدولاب وانا ارتب شعري المبعثر واحاول ان اجد عذرا للبحث في اغراض منار. كانت منار تنظر لي بغضب وبصوت ملئ بالنعاس قالت "ماذا تفعلين؟" قلت "كنت ابحث عن قميص نظيف علي اتمكن من استعارته منك فكل ملابسي البيضاء متسخة؟" عقفت حاجبيها وهي ترسم ابتسامة ناعسة على شفتيها "حقا؟ لم تجدي عذرا افضل ايتها الفضولية الصغيرة؟ هل تعتقدين انني ساصدقك؟" خفضت عيني وقلت لها "انا اسفة ولكني قلقة عليك يا منار. ارجوك اخبريني ماذا بك؟" اجابت وهي تتثائب بقلق "حسنا ساخبرك ولكن اولا يجب ان تعديني ان لا تخبري احدا وبالذات امي" وبعد ان وافقت على طلبها قالت " اليوم حصل شئ غريب فبعد ان  اعتذرت سوسن لتذهب الى الحمام عادت وبيدها ورقة اعطتني اياها بحنق شديد وعينين تطيران شزرا" ثم دست يدها في احد الملابس واخرجت ورقة صغيرة مكتوبة بخط ركيك ومليئة بالاخطاء الاملائية قرائتها بصعوبة وقد كان مكتوب فيها "منار انا احبك ارجوك لا تردي قبل ان تفكري وانا سانتظر ردك بفارغ الصبر, عادل" .
 

اختي الكبرى 8



اختي الكبرى 

 كان اليوم التالي في المدرسة كباقي الايام مع اختلاف تفصيل واحد حيث انضمت سوسن الى شلة القوم الذي يسيرون مع منار في اثناء العودة الى المنزل. قد تكون منار اغفلت اخباري عن هذا التفصيل الصغير ولكنها دعت سوسن للانضمام الى الفتيات اللاتي يسرن معها اثناء العودة للمنزل وقد رحبت سوسن بالفكرة باعتبارها جديدة على المكان وهي لا تعرف الطرق جيدا.
بعد ان ذهب كل منا الى منزله انفجرت منار بالضحك. "مالخطب؟" سالتها بتعجب فاجابتني " لم اتمالك نفسي فسوسن غريبة بشكل يثير الضحك. اليوم صادفتها في المدرسة اثناء الفرصة وقد كانت واقفة لوحدها. سالتها عن حالها فقالت انها تشعر بالوحدة فلا احد من الطالبات تريد ان تصاحبها. مسكينة هي لا تعرف ان المنعزلات غالبا ما يلقين جفاءا عظيما من باقي الفتيات فالجميع يريد ان يلاحق الفتاة الاجتماعية التي تتصرف بشجاعة. المهم انا لا اضحك على هذا ولكن ما اثار ضحكي هو انها عندما سارت معنا في طريق العودة, الكثير من الطالبات اردن ان يتعرفن عليها فقط لاني قلت لهن انها صديقتي و ان في جعبتها اسرار والغاز يجب ان نكتشفها. الفضول الذي رايته في اعينهن مضحك جدا" قلت لمنار "نعم انا اعلم هذا كما اعلم ان لا احد يسير معك لانه يحبك بل الكل يتبعونك لانك الفتاة التي تحبها المدرسات المجتهدة التي يشيد الجميع بتميزها. اعتقد انهن ايضا يردن ان يعرفن سر هذا السحر الذي تنشرينة واية اسرار اخرى قد تكشفينها لهن. انا اراهنك انهم يتمنين ان يكتشفن اية اخطاء ضدك فينشرنها ويطحن بك وبعدها لن تجدي اي فتاة تسير معك الى باب المدرسة وليس الى باب البيت" .
لمحت نظرة الحزن في عينيها فاحسست باني كنت صريحة زيادة عن الحد فحاولت ان اغير الموضوع فقلت " هل ستزورين جيراننا الجدد اليوم؟" اجابت وقد مسحت النظرة الحزينة من عينيها واستبدلتها بنظرة الفضول المتقدة ثم قالت " اعتقد ذلك فغدا عطلة والامتحانات على الابواب" . قالت ذلك ثم ذهبت كي تذاكر.
بعد نحو الساعة دخلت والدتي غرفتنا واعلنت قائلة "منار لقد اتصلت جارتنا على الهاتف وسالت عن الموعد الذي ستذهبين فيه الى منزلهم من اجل المذاكرة لسوسن كما اخبرتني ان ابنهم الكبير سيكون متواجدا في المنزل ابتداءا من هذا اليوم ولمدة اسبوع" قالت منار "لما لا يقوم اخوها الكبير بمساعدتها في دراستها هو سيبقى في المنزل لمدة اسبوع وبامكانه اقتطاع ساعة من يومه كي يساعد اخته" اجابت والدتي "لا دخل لنا بالامر اسمعي كوني حذرة فنحن لا نريد ان يبدأ الناس بالقيل والقال. متى ستذهبين؟" اجابت منار بنبرة غير راضية " الان" ثم نهضت لتبدل ملابسها بينما ذهبت والدتي لتخبر جيراننا بان منار قادمة لهم الان.

اختي الكبرى 7






اختي الكبرى

عدنا انا وامي للمنزل بينما بقيت منار على مضض في منزل الجيران الجدد. بعد ساعة عادت منار وهي حانقة على والدتي وقد كان هذا واضحا عليها تماما. سالتها والدتي عما حصل مع الفتاة فقالت منار بغضب "انها غبية بشكل لا يعقل انا لا اعرف كيف كانت تنجح طيلة هذه السنوات" سالتها والدتي "ماهي المادة التي احتاجت فيها مساعدة ؟" اجابت منار من تحت اسنانها "انها لا تحتاج الى مساعدة مع المادة بل تحتاج الى عملية تبديل لدماغها فالفتاة لا تبدوا كانها تفهم اي شي. انا لا اعرف ان كانت ستستفيد من اي شي قلته اليوم" قالت والدتي "حسنا هذه ليست مشكلة فانا لا اهتم ان نجحت او رسبت فقط تظاهري بانك تبذلين جهدا. لم اكن في وعيي عندما عرضت المساعدة فقد حسبت ان الفتاة تحتاج الى القليل من المساعدة وليست كما وصفتي".
ذهبت منار الى الغرفة وبدأت تخرج كل ما في جعبتها والذي لا تشاركه مع والدتي عادة. استهلت ملاحظاتها بقولها " عائلة مخيفة. الفتاة لا تبدوا على وفاق مع والدتها والوالدة غريبة الاطوار بشكل يثير التساؤل" سالتها "ماذا تعنين؟" اجابتني "حسنا في البداية ذهبنا الى غرفة سوسن التي كانت مختلفة تماما عن الرقي والغنى الذي شاهدناه في غرفة استقبال الضيوف. ثم بعدها جاءت الوالدة وقد كان واضحا عليها الغضب لان ابنتها اصطحبتني الى غرفتها. نادت عليها ثم بعدها طلبت مني سوسن الانتقال الى غرفة استقبال الضيوف من جديد. سالتها عن السبب فقالت لي لان السيدة طلبت ذلك" سالت منار "هل قالت لك السيدة ام قالت لك امي؟" اجابت منار "لا لقد قالت لي السيدة مما اثار في الحاسة السادسة وهي الفضول الشديد لمعرفة المزيد ولكن سوسن قابلت اسئلتي باجوبة مقتضبة وليس لها علاقة بالسؤال بتاتا" سالت منار " هل انت حقا ستذهبين اليهم مرة اخرى. انهم لا يبدون اناس مريحين" اجابت بمن لا حول له ولا قوة "ماذا عساي افعل فامي طلبت مني ان افعل ذلك ولو كان القرار يعود لي لما ذهبت الى منزلهم على الاطلاق. انهم غريبوا الاطوار اكثر حتى من جيراننا القدماء" قلت لها " حسنا انا لم اعتقد ان هنالك من هو اكثر غرابة من جيراننا القدماء فقد كانوا منغلقين على انفسهم ولا يحبون ان يحظوا باصدقاء حتى شاع عنهم انهم ليسوا من الانس هههههه" ضحكت منار وقالت "خوفك من الانس في هذا الزمان يا اختي فهم اخطر من اي جني هههه" ضحكنا انا ومنار على هذه الافكار ثم افترقنا حيث جلست منار لتذاكر بينما ذهبت انا لمشاهدة التلفاز مع اختي الصغرى.
عاد والدي الى المنزل وطبعا كالعادة لم تخبره والدتي اي شي عن ارسال منار الى منزل جيراننا كي تذاكر لابنتهم بل اخبرته فقط بعض الامور العامة عن زيارتها لجيراننا الجدد واخبرته انها تريد ان تنظم غداء ترحيبيا لهم عسى ان يكونوا افضل من الجيران القدماء فلم يعترض والدي على ما قالته بل رحب بالفكرة كثيرا ولكن هذا الغداء لم يحصل ابدا.
 

اختي الكبرى 6







اختي الكبرى 

خرجنا جميعا الى المنزل المجاور بينما كانت والدتي تحمل في يدها هدية فاخرة كي تعطيها لجيراننا الجدد مغلفة بعناية بغلاف فاخر ايضا. قبل ان نطرق بابهم التفتت امي للمرة الاخيرة كي تؤكد علينا بحسن السلوك وان نكون مهذبات اكثر مما نحن عليه ثم طرقت الباب بخفة وهدوء. لم ننتظر طويلا حتى سمعنا صوت نسائي ناعم من خلف الباب " من الطارق؟" اجابت والدتي "نحن جيرانكم". كان واضحا ان الفتاة دخلت لتستشير احدا قبل ان تفتح لنا الباب وتدخلنا الى الغرفة الكبيرة المليئة بالاثاث الفاخر الذي كانوا يخرجونه من السيارة مرتب بشكل جميل ومبهر.
اجلستنا الفتاة في الغرفة ثم سالتنا " ماذا تشربون؟ شاي ام عصير؟" اجابتها والدتي "عصير يا ابنتي من فضلك". غابت الفتاة بسرعة تاركة ايانا نحملق بالغرفة الكبيرة ونتساءل عن مقدار ثروة هؤلاء الناس.
بعد فترة دخلت علينا سيدة في عمر والدتي او اكبر تلبس ملابس فاخرة ومتزينة بالذهب بشكل مبالغ فيه. سلمت علينا وقدمت نفسها على انها اميمة ثم جلست قبالة والدتي بينما كانت تتفحصنا بين الحين والاخرثم بالنهاية انتهى فضولها نحوي وتركزت نظراتها على اختي الجميلة.
قالت لها امي وهي ترسم ابتسامة عريضة "اتمنى ان نصبح جيران واصدقاء وان نتعرف على بعضنا البعض اكثر. انا لدي 3 بنات" ثم بدأت تشير علينا باسماءنا ونحن نحي السيدة بادب فائق بينما كانت هي تبتسم لنا بتكلف ثم سلمتها امي زمام الحديث بشوق لمعرفة افراد عائلتها وامرور اخرى عنها.
قالت اميمة "انا لدي ابن وابنة وهما سوسن التي التقيتم بها وعادل وهو الان ليس في المنزل. عادل هو ابني الاكبر وهو يدرس في الجامعة في سنته الثالثة بينما سوسن لا تزال في الاعدادية للاسف هي ليست بمثل ذكاء عادل" ثم توقفت السيدة عندما دخلت سوسن يبدو عليها الانزعاج مما قالته اميمة عنها. كانت سوسن تحمل صينية كبيرة فيها عصير البرتقال وبعض قطع الكيك الجاهزة وضعتها امامنا ثم وزعت الكؤؤس علينا بسرعة وجلست بجانب والدتها وهي تحملق فينا بشكل مزعج.
سالتها والدتي "في اي صف تدرسين؟" اجابت بانزعاج " الرابع الاعدادي" ثم سكتت لتضيف والدتها "منذ 3 سنوات ". كتمت انا واختي ضحكة كانت واضحة على اعيننا بينما كانت امي تحاول ان تبين تعاطفها مع الفتاة قائلة " بعض الطلاب يتركون الدراسة في مثل هذه الظروف ولكنك شجاعة يا ابنتي لتبقي مثابرة على تخطي هذه المرحلة" ثم سكتت للحظة كانها تحاول ان تصنع قرارا مهما وصرحت "بامكان منار ان تعطيك دروس تقوية ساعة كل يوم وانا متاكدة بانك ستنهين المرحلة بنجاح باهر فمنار كانت من الاوائل في هذه المرحلة" اصابتنا انا ومنار صدمة وكنا نتبادل النظر بتعجب ونحن لا نصدق ما قالته امي فهي تعرف ان منار في مرحلتها الاعدادية الاخيرة وهي مرحلة حساسة وان منار تحتاج الى كل لحظة كي تعزز دراستها والان هي ستخسر ساعة من وقتها الثمين لتدرس فتاة لا تعرفها حتى.
واجه اقتراح امي قبولا شديدا من والدة الفتاة بينما كانت الفتاة مكشرة حيث يبدوا انها لم تكن معجبة بهذا المقترح. استعددنا للمغادرة بعد ساعة من الزيارة بعد ان قررت امي ان منار بامكانها البقاء والبدء من اليوم بدروس التقوية التي عرضتها امي بكرم بالغ.
 

جميع الحقوق محفوظة لـ مدونة فهيم™ 2015

Powered By www.download-apk.com